الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
محاضرة بعنوان درس الحج
8213 مشاهدة
ثواب الأضحية

...............................................................................


فورد أنه صلى الله عليه وسلم سئل عن ما هذه الأضاحي؟ قال سنة أبينا إبراهيم قيل: فما لنا فيها؟ قال بكل شعرة حسنة، قالوا: فالصوف، قال: بكل شعرة من الصوف حسنة .
وذكر أنه عليه السلام قال لفاطمة أحضريها عند الذبح، فإنه يغفر لك عند أول قطرة من دمها وأخبر بأن هذه الأضاحي فيها أجر، وأنه يأتي يوم القيامة بقرونها وبأظلافها، وأن الدم يقع عند الله بمكان قبل أن يقع في الأرض.
ثم يقول: تطيب بها نفسه أي تكون عن نفس طيبة بها؛ وذلك لأنكم تشكرون بها الله تعالى وتتذكرون أنه شرع ذلك على لسان إبراهيم أو في ملة إبراهيم ثم شرع ذلك أيضا في شريعة نبينا صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا يسمى ذلك العيد عيد الأضحى؛ لأن الناس يذبحون فيه هذه الأضاحي، فيسمونه بعيد الأضحى، وتذبح هذه الأضاحي في هذا العيد.